إن بعض الدراسات تعمدت أن تبرز الفكر الخلدوني كما لو لم تكن لمعطياتها أي علاقة بالأرضية الدينية منهجاً وموضوعاً، وتخرجه من بيئته الإسلامية التي عاش فيها، وتحرك عبرها، وتقذف به بعيداً إلى مناخات ما كان يعرف
عنها شيئاً ولا خطرت له على بال.
إنه انفصام غريب بين الرجل وبيئته ذلك الذي سعت تلك البحوث إلى تأكيده بالأدلة الناقصة حيناً وبالقسر حيناً آخر
ويأتي هذا الكتاب لكي يعيد ابن خلدون إلى موقعه الحق، وليداً شرعياً للبيئة الإسلامية وابناً باراً لهذا الدين.