صدرت عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ترجمة عربية لكتاب Democracy and Democratization: Processes and Prospects in a Changing World، لغيورغ سورنسن، بعنوان: الديمقراطية والتحول الديمقراطي: السيرورات والمأمول في عالم متغيّر، وقامت بترجمة هذا الكتاب عفاف البطاينة، وهو يشتمل على 310 صفحات من القطع الكبير، ويتوقف عند أوضاع الديمقراطية في العالم اليوم، ويضع إطارًا عامًا للمعضلة التي تواجه الدول المتأثرة بسيرورة التحول الديمقراطي. ويضمّ ستة فصول.
ففي الفصل الأول “ما معنى الديمقراطية؟” يقدِّم المؤلف توضيحًا لمفهوم الديمقراطية، ويعرض وجهات نظر مختلفة بشأنها؛ من بينها وجهات نظر كلّ من أفلاطون، وأرسطو، وروسو، وجون ستيوات مل، مقارنًا بين تمثّلات عديدة للديمقراطية، وصولًا إلى تعريف لها يفي بمتطلبات معيّنة، هي: وجود منافسة حقيقية بين الأفراد والجماعات على جميع المناصب المؤثِّرة في سُلطة الحكومة، ومستوًى شامل لمشاركة سياسية، ومستوىً كافٍ من الحريات المدنية والسياسية.
وفي الفصل الثاني “سيرورات تغيير النظام الحاكم”، يعرض المؤلف بإيجاز نماذج من التحول الديمقراطي في عدد من دول العالم؛ من بينها إسبانيا، والبرتغال، وتايوان، ونيبال، إضافةً إلى عدد من دول أميركا اللاتينية، موضحًا أنّ سيرورة الانتقال الديمقراطي طويلة الأمد، وتنطوي على مراحل مختلفة تشمل المراحل التحضيرية، ومرحلة اتخاذ القرار، ومرحلة التحول.
أمّا الفصل الثالث “من الانتقال إلى الجمود: الديمقراطية في الألفيّة الجديدة”، فيكرسه المؤلف لصوغ أربع مقولات أساسية، توضح كلّ منها، بالتفصيل، خاصيةً مهمةً من خصائص تقدُّم الديمقراطية واستدامتها. ويرجح المؤلّف في هذا الفصل أنّ مفهوم “الانتقال” مفرط في تفاؤله إلى حدّ لا يمكن معه أن يغطيَ بإيجاز المصير الحالي لتغيّر الأنظمة.
وفي الفصل الرابع “ترويج الديمقراطية في الخارج”، يقدِّم المؤلّف وصفًا عامًا للمشكلات المعقدة التي ينطوي عليها دعم سيرورة التحول الديمقراطي من الخارج، والتي من بينها احتمالية وجود مصالح أخرى للجهات المانحة، مع التركيز على نحوٍ خاصٍّ في التوازن الدقيق الذي ينبغي للمروِّجين من الخارج أن يحافظوا عليه بين التأثير في سيرورة التحول الديمقراطي من جهة، وترك السيطرة النهائية لمن هم في الداخل من جهة أخرى.
أمّا الفصل الخامس “الآثار المحلية للديمقراطية: هل تحقق النماء والرفاه؟”، فيحاول فيه المؤلّف أن يجيب عن سؤالين، هما: هل تستحق الديمقراطية تجشّم كل هذا العناء؟ وهل أنّها تمهِّد الطريق لإدخال تحسينات في مجالات أخرى غير المجالات المرتبطة ارتباطًا ضيّقًا بالحريات السياسية؟ فيوضح آثار الديمقراطية في التنمية الاقتصادية التي تُعرّف بأنّها النمو والرفاه، ثمّ يتفحص العلاقة بين الديمقراطية وحقوق الإنسان بالنسبة إلى الدول الديمقراطية أو الدول التي تعيش انتقالًا ديمقراطيًّا.
وأمّا الفصل السادس “النتائج الداخلية للديمقراطية: السلام والتعاون”، فينتقل فيه المؤلّف إلى الآثار الدولية للديمقراطية. فهل ستمهد الديمقراطية الطريق لعالم أكثر سلامًا وتعاونًا؟ متناولًا آراءً شديدةَ التباين في ما يتعلق بالترويج للديمقراطية وأثرها في العلاقات بين الدول وفي النظام العالمي.
وفي خاتمة هذا الكتاب، يتوقف المؤلّف سريعًا عند مستقبل الديمقراطية والتحول الديمقراطي.