نحتاج لرفع الوعي والتفكير لمتابعة المسير، وقد قيل «لا ينمو العقل إلا بثلاث: إدامة التفكير، ومطالعة كتب المفكرين، واليقظة لتجارب الحياة»؛ كتاب «نظرية الفستق» محاولة جادة لرفع مستوى التفكير واستنهاضه لمتابعة المسير بنجاح مثمر ملهم في الحياة.

بعد المقدمة، يبدأ فهد عامر الأحمدي بالتساؤل (ما خطتك في الحياة؟) ليتابع بوضع يدك على عوامل كتابة الخطة الناجحة بمعرفة نفسك أولاً ثم إطلاق العنان في سماء الأحلام والتنبؤ بالمستقبل و(أنت ما تعتقده عن نفسك) و(إلغاء السلبيات أولى من إضافة الإيجابيات)؛ ليقف عند (كبسولات تستحق المحاولة) يهديك فيها دروساً عملية للتوازن عند الغضب مستقاة من السنة النبوية.

يعيدك لنفسك في (قد لا تكون ذكياً كما تعتقد) ويناقش موضحاً أكثر في (البقع العمياء في دماغك)؛ فيوصيك برفع الوعي في (كبر دماغك بهذه التمارين) و(الأذكياء لا يفعلون التالي) ليتوصل إلى أن (الذكاء ببساطة يعني التصرف بذكاء).

وبعد التوقف عند (حكايات في تطوير الذات) يؤكد أهمية العمل والتفكير في (لا تفكر بالنجاح بل بخلق عادة ناجحة) و(يبقى الشيء ساكناً حتى تفكر فيه.. فيتحرك باتجاهك) ثم يناقش مفهوم الحظ في (تقنيات الحظ السعيد) و(دور الوراثة والقدر في مسألة الحظ؟!) ليصل إلى (نظرية الفستق) التي ظهرت معه كأب لابنه؛ فيسترسل أكثر في التربية والمنزل بعنوان (عشرون قاعدة في المنزل) و(إرشادات الحياة الصغيرة) و(إرشادات الحياة.. ثاني مرة).

ليتابع على طريقة ديل كارنيجي في (كن كذلك على أي حال)، ويسترسل أكثر في النقد المجتمعي في (مغالطات يستحسن انتباهك إليها)، وتوجيهك في (لا تستشهد بالأكثرية أو الأقدمية) و(لا تطلب دليلاً على ما تدعيه) حتى يصل إلى (أم النصائح).

وبعد الالتفات إلى أهمية جعل المنطق كمادة أساسية في المدرسة؛ يقدم نماذج تطبيقية للمنطق في (التفسير الأبسط هو الأقرب للصحة)، و(توقف عن طرح الأسئلة.. وابدأ بطرح التساؤلات) ثم يوضح أثر المجموعة على الفرد في (تأثير الأربعة) ليوصيك في (اغسل مخك بنفسك)، وبعد الوقوف على أصناف الناس يصل إلى (الأصل والاستثناء والرجل الخامس).

ليسترسل أكثر في قوة التفكير في الإدارة واستثمار الوقت في التنمية والتطوير بتأنٍ وحسن تدبير والتفاؤل بإشراقة سعيدة مع واقعية التعامل ونسبية الآراء. يتميز الكتاب بالتفكير النقدي الواعي كما يستخلص الحلول والمسميات بحس تربوي عميق؛ فيقترب من حياة الناس بتنوع معرفي وتمارين تطبيقية ليصل إلى قناعات تهدي القارئ الخلاصة نهاية كل مقال تحت مسمى النظرية باختصار.

“بقلم فاطمة العرياني”